الخميس، 19 يونيو 2014

الصيد بالفهود... للعرب معها حكايات

الصيد بالفهود...
للعرب معها حكايات

كان للإمارات دورها الريادي في إعادة الفهود إلى جزيرة العرب
تدريب الفهد يتم أثناء نومه.. ويصبح مزاجه سيئا إن فشل في الصيد










علي المسعودي

استؤنست الفهود واستخدمت في الصيد من قبل العديد من الشعوب عبر الزمن، فقد احتفظ المصريون القدماء بها كحيوانات أليفة وقاموا بترويضها واستخدامها في صيد الغزلان والظباء والأرانب البرية، حيث كانوا يحملوها معهم في رحلات الصيد في عربات جانبية صغيرة، أو على ظهور الخيل، ويعصبون عيونها ويمسكون برسنها ريثما تقوم الكلاب بإفزاع الطريدة وحملها على الخروج للملأ، وما أن تصبح الأخيرة قريبة بما فيه الكفاية حتى تُزال العصابة عن أعين الفهد ويُطلق في أثر الفريسة. وفي وقت لاحق اقتبس الفرس هذا التقليد ومارسوه في بلادهم، ثم نقلوه إلى الهند حيث استمر الأمراء الهنود يطبقونه حتى بداية القرن العشرين. وكانت العرب قد اقتبست هذه الرياضة أيضًا من الفرس والمصريين عن طريق التفاعل الذي حصل جرّاء التبادل التجاري في بادئ الأمر، ومن ثم جرّاء الفتح الإسلامي، وكذلك فقد اقتبس الصليبيون هذا الأمر من العرب خلال فترة الحروب الصليبية، ونقلوه إلى أوروبا حيث مارسه عدد من النبلاء الإيطاليون والفرنسيون.
كان الحكّام الروس يستخدمون الفهود في صيد ظباء السايكا قاطنة حوض نهر الفولگا،
وكذلك فعل الأمراء الأرمن، حيث ذكر أحد الرحالة الألمان من القرن الخامس عشر، أن أميرًا أرمنيًا امتلك حوالي 100 فهد مدرّب على الصيد
 استمرت الفهود تعتبر رمزًا أرستقراطيًا وملكيًا طيلة سنوات عديدة، وازدادت نسبة الملوك والأمراء الذين احتفظوا بها كحيوانات أليفة بازدياد العلم والمعرفة بسرعتها ونسبة نجاحها في الصيد، ومن أشهر الملوك الذين احتفظوا بفهود في بلاطهم: "جنكيز خان" خاقان إمبراطورية المغول، و"شارلمان" ملك الإفرنج وإمبراطور الرومان، إضافة إلى "جلال الدین محمد أکبر" إمبراطور الهند المغولية، المعروف بحبه للحيوانات والصيد، والذي احتفظ بحوالي 1000 فهد مستأنس
استمر احتفاظ الملوك بفهود مستأنسة حتى عقد الثلاثينات من القرن العشرين، ومن آخر هؤلاء الملوك نجاشي الحبشة "هيلا سيلاسي الأول"، الذي غالبًا ما يظهر في صوره وإلى جانبه فهد مربوط برسن.
وفي الوقت الحالي فإن استئناس الفهود واستخدامها في الصيد محصور بيد قلة من الناس الذين يحنون إلى تراث أجدادهم، مثل بعض الهواة في دولة الإمارات العربية المتحدة، الذين يبتاعون جراء الفهود من السوق السوداء ويقومون بتدريبها على صيد الغزلان والأرانب البرية.


ومعروف أن الضواري عند العرب هي الكلب والفهد ... وللصيد بالفهد حكايات عند العرب.
وأبرز من اصطاد بالضواري كالفهد في تاريخ العرب هو الخليفة العباسي أبو العباس السفاح، وكان حين تصطاد ضواريه تلين طباعه وكثيراً ما عفى عن أعراب كان غاضباً عليهم بعد رحلة صيد ناجحة بضواريه المدربه جيداً.

وهكذا الضواري نفسها، وخاصة الفهد تغضب إذا أخطأت الصيد وترجع حانقة ومغيظة
وربما قتلت مدربيها والكلب مشابه للفهد في بعض طباعه فيما يتعلق بالصيد والتدريب.

ويتم تأنيس الفهد وتدريبه أثناء نومه لأن مقتل الفهد نومه حتى إنه ضرب المثل
فيه وكثيراً ما يقال "أفهد الرجل" إذا شبه بالفهد من كثرة نومه.

ومن نوم الفهد يبدأ تأنيسه ليصبح وسيلة صيد وهو إذا درب أصبح محترفاً وللدلالة علىذلك يقال "فلان أكسب من فهد".

ويبدأ صيد الفهد بمتابعة وإزعاج راحته أثناء نومه مرة وثانية وثالثة،
وفي نومته الثالثة يقوم صائده بتغطية وجهه ويضطجع إلى جانبه
ويعانق رقبته ويجعل جنبه الأيمن عليه حتى يمنعه من الجلوس
أو النهوض وبعدها يعصره بيديه ثم يبادر إلى حبل وثيق فيجعل
أحد طرفيه في عنق الفهد ويشد بمساعدة أحدهم الطرف الآخر
من الحبل إلى شيء ثابت ويتم ذلك أثناء نوم الفهد.
وهكذا تستمر عملية صيد الفهد عشرة أيام والصياد نائم إلى جنبه وكلما
حاول الفهد أن يقوم يرمي الصياد في حلقه شيئاً من طعام قليل،
وفي هذه الفتره يجتهد الصياد بأن يكثر الحديث حتى يأنس الفهد
للبشر ويتحول إلى وسيلة صيد مروضة لرحلات صيد ناجحة


كانت الفهود واسعة الانتشار في شبه الجزيرة العربية، لكن اعدادها أخذت تتراجع شيءًا فشيئًا جرّاء الصيد المكثف غير المنظم، حتى قتل آخرها في السعودية سنة 1972 وفي أواخر سنة 2008 أحضر العلماء العاملين في محمية جزيرة صير بني ياس الواقعة قبالة شاطئ مدينة أبو ظبي 3 فهود من سلالة سومرنج (Acinonyx jubatus soemmeringii) القريبة من السلالة الآسيوية من مركز الشارقة لإكثار الحياة البرية العربية، وأطلقوها في حظيرة تبلغ مساحتها 24 هكتارًا حتى تتأقلم مع مناخ وبيئة الجزيرة.[72] وقد اضطر العلماء إلى تلقين هذه الفهود أساليب الصيد بنفسهم بما أنها مولودة بالأسر ولم تتعلم الصيد على يد أمهاتها، وكان البعض يتوقع فشل هذا المشروع نظرًا لاعتماد الفهود على البشر بشكل كبير، إلا أنه فاق في نجاحه ما توقعه الجميع، حيث أخذت الفهود تصطاد أنواعًا مختلفة من الطرائد الموجودة على الجزيرة مثل الريم وغزلان الجبال والظباء السوداء والأيائل المرقطة  ،

 وفي وقت لاحق تزاوجت الأنثى الوحيدة مع الذكرين وأنجبت بطنًا يحتوي على 4 جراء لتكون بذلك أول جراء فهود برية تولد في شبه الجزيرة العربية منذ حوالي 40 سنة

















ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق